Saturday, April 24, 2010

يحيا المشد

مساء الخير

حابب أكتب دلوقتي عن شخصية من الشخصيات المصرية

عالم مصري جليل في مجال الذرة، عاش وتوفي قبل ما أنا أتولد

يمكن اهتمامي اني اكتب عنه دلوقتي نتاج موقف حصل لي من فترة صغيرة

بدأت الحكاية بملاحظة لاحظتها في اسمها ..

هي بنت مصرية عايشة في قطر، نشيطة جداَ، مجتهدة جداً

قابلتها في مؤتمر تنموي للشباب المقيمين في قطر،

إسم عائلتها كان "المشد".. فسألتها انت تقربي للدكتور يحيي المشد؟

إجابتها هي اللي خلتني أكتب عنه النهاردة ..

محاولاً إني اعرف نفسي، اعرفها و أعرف اللي بيقروا مدونتي

من هو عالم الذرة المصري يحيي المشد











ولد يحيى المشد في مصر في مدينة بنها سنة 1932

تعلم في مدارس مدينة طنطا وتخرج من قسم الكهرباء

في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م

أختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956

لكن العدوان الثلاثي على مصر حول وجهته إلى موسكو

لأن إنجلترا بالطبع كانت من الدول المعتدية علي مصر مع فرنسا وإسرائيل

تزوج وسافر وقضى بموسكو ست سنوات عاد بعدها سنة 1963

وكان الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية

عند عودته انضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية

أنتقل إلى النرويج بين سنتي 1963 و1964

عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية

تمت ترقيته إلى درجة "أستاذ" جامعي

قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية ونشر أكثر من 50 بحثا.

.

بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري

وجد كثير من العلماء والخبراء المصريين في هذا المجال

أنهم أصبحوا مجمدين عن العمل الجاد أو مواصلة الأبحاث في مجالهم

وبعد حرب 1973 وبسبب الظروف الاقتصادية لسنوات

وعشان الاستعداد للحرب كانت الأولوية لإعادة بناء المصانع

ومشروعات البنية الأساسية، وتخفيف المعاناة عن الشعب المصري

التي تحملت سنوات مرحلة الصمود وإعادة البناءمن أجل الحرب

بالتالي لم يحظ البرنامج النووي المصري في ذلك الوقت بالاهتمام الكافي

الذي يعيد بعث الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة

.

في عام 1975 وقع صدام حسين نائب الرئيس العراقي آنذاك

اتفاقاً مع فرنسا للتعاون في البرنامج النووي

من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري

والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها

وافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية

أنتقل الدكتور يحيي المشد للعمل في بغداد علي مشروعها النووي

قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية لمخالفتها للمواصفات

أصرت فرنسا على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم

.

في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980

فى حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس

وجدت عاملة النظافة "بالصدفة" الدكتور يحيى المشد جثة هامدة

مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة..

أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول!!

لم تستطع التحقيقات الرسمية أن تعلن الحقيقة التي يعرفها الجميع

وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد











لا أفضل إني أتكلم عن ملابسات الاغتيال

وعن إن الموساد حاول يروج إشاعة

انه اغتال المشد عن طريق فتاة ليل فرنسية

إلا انه ثبت عدم صحة هذا الكلام

وده الكلام اللي أكدته هي نفسها وهي الشاهدة الوحيدة

إنها كانت تريد أن تقضي معه سهرة!

ولكنه رفض تماماً مجرد الحديث معها

لأني ارفض إني اقصر الحديث فقط عن اغتيال الدكتور المشد وملابساته

لكن المشكلة إن كل التاريخ والصفحات اللي بحثت فيها

عشان اكتب البوست ده وألخص المعلومات اللي فهمتها

وجدت لما كتبت جملة "أبحاث يحيى المشد"..

إن كل المعلومات تتحدث فقط علي حادثة الاغتيال

ولم يفرد ولا موقع واحد الحديث عن اكتشافاته أو أبحاثه

طبعاً مما يؤكد لي ولأي حد سيقرأ البوست ده

مدي ضآلة حجم تفكيرنا وتناولنا للأحداث ولتاريخنا

إزاي غيرنا من الأمم لا يملك أي شئ لكن بيقدروا يصنعوا تاريخ لنفسهم

إزاي إحنا نملك كل الرصيد ده من التاريخ.. ومهملين قمة الإهمال

إزاي دائمين تلخيص كل مشاكلنا وتفكيرنا لنتيجة واحدة.. إنها مؤامرة !!

بدل من أن يكون هناك موقع مصري علي الإنترنت

يخلد ذكراه او يذكر تاريخه وتاريخ أبحاثه ودراساته

شغلنا نفسنا بالنواح علي الرجل والندب علي ما حدث!

.

أقتبس كلمات يسري فوده الصحفي والإعلامي الشهير

الذي لا شك فيه أن يحيى المشد مات بفعل فاعل

وأن قاتله يعرف نفسه، وأن الذي بيده عمل شيء ما يعرف القاتل

لا مصر التي هو ابنها أرادت أن تعكر آنئذ أفراح السلام الزائف

ولا العراق اللي منحه أنفاسه الأخيرة أراد أن يلفت إليه مزيداً من الأضواء

ولا فرنسا الذي مات على أرضها.. ضاع دمه هدراً

ولم يُكرم أسرته بعد رحيله إلا الرئيس العراقي صدام حسين

طبعاً مش منتظر إن الدولة تكرم ذكري الدكتور يحيي المشد

ولكن، ليه مش إحنا؟ ليه مش الناس؟ أهل بنها؟ أحفاده؟

ليه منعملش فيلم يخلد ذكراه، ولو وثائقي!

ليه مفيش حد بيستفاد من علم الدكتور يحيي المشد؟

وأكنه كان عالم في الرقص الشرقي!

ولا حتي حصَل دول ! دلوقتي الناس اللي دي بيسموا مدارس بإسمهم !

الخلاصة: إحنا شعب عقله تحول إلي شئ هلامي من كتر الركنة!








يحيي أمين أحمد المشد

1937 - 1980










ألف رحمة على روح الشهيد يحيى المشد

____

المراجع.. الكثير من المواقع الإلكترونية - حلقة "سري للغاية" للصحفي يسري فوده

5 comments:

  1. قد ايه انا بعشق الراجل ده
    بسببه كان حلم حياتي ادخل هندسة اسكندرية، قسم انشائات نووية
    الراجل ده مثل من المُثُل العليا في بلد مبقتش عُليا

    ReplyDelete
  2. ممتاز يا عز..
    لنت ذكرت نقطة مهمة جدا جدا غايبة عن ناس كتير، وأولهم أنا.. فعلا أفضل تكريم للراجل ده، مش إننا نتكلم عن موته كل سنة.. إنما إننا نقرأ أبحاثه، ونعيد نشرها.. ما عنديش أمل إن الجهات الأكاديمية المصرية تهتم بيها، ولا حتى أعرف إن كانت الأبحاث دي تنفع دلوقتي، وهي أكيد قديمة قوي.. لكن بنشرها ممكن حد يستفيد بيها.. ولو كلمة واحد منها.. وأي كلمة فيها إفادة، حتكون أبلغ تكريم له..
    بجد بوست هايل..

    ReplyDelete
  3. البوست رائع يا عز الي عجبني فيه
    اولا الخلفية الرائعة الى انت كتبتها عن الدكتور يحي
    تاني حاجة هي العلاقة المباشرة بين السياسة و حياتنا الشخصية يعني الكتور يحي و لاكان معارض و لا فحركة كفاية بس السياسة غيرت مسار حياته بالكامل
    تالت حاجة و ان البوست مش متعلق بيك شخصيا و دي نقلة في كتاباتك
    شكرا يا عز

    ReplyDelete
  4. الله يرحمه ويحسن اليه والينا
    شكرا لك على هذا الموضوع

    ReplyDelete
  5. رحم الله العالم الجليل , وكتير من العلماء المصريين لا يعلم عنهم المصريين أنفسهم شيئا, لكن هناك بادرة أمل لعمل موسوعه عن العلماء المصريين على صفحة مدينة الدكتور زويل على الفيس بوك, يا رب تتم على خير

    ReplyDelete