مش عارف ابدأ منين.. علي غير العادة، أبدأ من - محمد جورج - صديقي العزيز اللي بيغيب يغيب ويرجع بإضافة جديدة في كتيب حياتي العملية؟ ولا ابدأ بالرجوع كام سنة لورا عشان أحكي عن حكايتي لما دخلت المقابر بالليل؟ ولا احكي عن "رانا" صديقتي من جمعية المتطوعون في العمل في الجامعة الأمريكية اللي صدعتها من الحكاية دي قبل ما اكتبها واللي هي اصلاً كانت سبب في اني اكتبها بإيميل صغير عنوانه كان " نصف ساعة تحت الأرض " اللي كان بيتكلم عن واحد دخل مقبرة لمدة نصف ساعة؟ ولا أتكلم عن غبائي وعدم إدراكي للصورة الإ لما بعدت عنها؟ ولا عن صديقي المدون البراء أشرف وتدوينته " صاحبتي " واللي كان من أسباب اني اكتب اللي باكتبه ده برضه؟.. مش عارف هبدأ وزي ما تيجي تيجي !
من اكتر من سنة كنت بألعب كورة مع صحابي في نادي في مدينة نصر إسمه الطلائع، النادي سوره جنب سور مقابر مدينة نصر... في مرة الريس ميزو مارس هوايته وشاط الكورة بعزم ما فيه فخرجت وكلنا كنا عارفين إنها خرجت جوا المقابر !! الساعة 11:30 بالليل.!! كله كالعادة قعد علي جنب لغاية ما اللي شاط الكورة يروح يجيبها، لكن معتز رجع وقال لأ مش داخل..!! انا ماصليتش !! معتز كان صريح مع نفسه ومعانا ووضح ان خوفه من انه يدخل المقابر عشان هو مش بيصلي.. فاكر اني قولتلهم آه أنا هأدخل ونطيت من السور ودخلت عادي خالص اكني داخل جنينة مانجا..!!
مش عارف بس محسيتش اني خايف.. محسيتش اني داخل مقابر.. زي ما كل الناس بيبقي قلبها مقبوض.. بل بالعكس كنت مبسوط وأنا باتمشي بين المقابر وبأحاول اتخيل نفسي جواها.. ده وأنا بأدور علي الكورة، قعدت جوه حوالي 20 دقيقة.. وخرجت بالكورة، السما كانت مظلمة جداً لكن ده مخلنيش اخاف برضه ماعرفتش ليه ساعتها، ولما روحت وحكيت لأهلي كانت علامات الغضب علي وشهم بيقولي اني فعلاً مجنون إني اعمل كده بس انا برضه كنت مش خايف ومبسوط.. ده انا حتي كنت بأقولهم كنت حاسس بإرتياح وأنا جوه.
بعد الحكاية دي بكام شهر عملتها تاني، بس أنا اللي شوطت الكورة المرة دي.. وجريت وكأني مستني ده يحصل عشان أجري أنط بسرعة جوه وأروح أجيب الكورة، أكني ماشبعتش من المرة اللي فاتت أو عايز أتأكد أنا كنت بعقلي فعلاً ولا الموضوع مش مخيف.. المرة دي دخل معايا - محمد عبد السلام - حد من الناس اللي زي الفل ما شاء الله ربنا يكرمه، محمد يمكن شجعني بس برضه كان نفس الإحساس.. وكأني مش في مقبرة !! مبسوط وقلبي مستريح والمرة دي بقي بيني وبينكم سيبت الكورة ونسيتها وقعدت امشي بين المقابر.. لغاية ما لاقيت قبر محفور.. مفتوح.. مستني صاحبه..!!
خلصنا ورجعنا الكورة وكملنا لعب والموضوع إنتهي عند حكاية الحكاية دي كام مرة لأهلي وعيلتي وخلاص راحت لحالها، والأيام أخدتني والسكينة سرقتني زي ما قالي - محمد جورج - بمعني إني مكنتش واعي ومندمج لدرجة عدم الإدراك من أساسه !! في أبلغ وصف للمرحلة اللي ضيعت فيها وقت كبير أوي وغلطت فيها كتير أوي أوي أوي وعملت فيها حاجات كتير مش بتاعتي ومش من مقامي، آه كان فيها أيام حلوة حلوة أوي كنت أحب إنها تكمل بس اللي حصل في أخر السنة أو الكام شهر اللي فاتوا دول أكد لي إنها كانت مجرد غلطة كبيرة !!
دلوقتي وأنا في حال أفضل الحمد لله في الشغل بتاعي وفي علاقتي مع ربنا سبحانه وتعالي ده بالإضافة إلي حياتي العائلية طبعاً والشخصية، لما هديت وفوقت وراجعت نفسي لاقيت إني في مرة وأنا في المرحلة اللي فاتت دي إتواجدت لسبب ما.. عند مقابر الغفير في طريق صلاح سالم.. الساعة 11 بالليل، لما إفتكرت دلوقتي يومها.. أنا كنت خايف أمشي علي الرصيف بتاع المقابر !! سبحان الله نفس الشخص اللي كان بيتمشي بين المقابر وهو مبسوط وحاسس بقلبه مستريح مش خايف.. هو نفسه الشخص اللي خايف يمشي جنب المقابر !! علي الرصيف !! وفضل إنه يمشي جنب الرصيف في الطريق !! اللي هو صلاح سالم !!
دلوقتي بس عرفت إني كنت ساعتها شخص سيئ جداً وخايف بشكل عمري ما كنت عليه !! كنت ساعتها خايف من كل حاجة.. مش واثق في أي حاجة.. مش واثق في نفسي.. مش واثق في حد.. خايف من كل حد.. مخنوق مرعوب مش مستريح في شغلي.. مش مستريح في أي حاجة.. علي عكس ما أنا دايماً بأبين بإبتسامتي وأنا بأتكلم مع أي حد.. وأكني مالك الدنيا ومافيها..!! علي الرغم من إني لو كان عدي يومين هاديين عليا.. كانت بتبقي عيبة !! إيه ده إحنا بقالنا يومين متخنقناش !!!!!؟
إفتكرت وأنا بأتكلم معاها يوم في 2004 كان نقطة تحول في حياتي.. يوم كان ماتش للأهلي والزمالك والتنظيم كان تنظيم الزمالك وكان الله يهديهم فاتحين لجماهير النادي الأهلي اللي يقدروا بالآلاف بوابة واحدة لما بادخل منها أنا.. بأدخل بجنب من صغرها !! اليوم ده أنا كنت هاموت فيه أنا و أحمد أخويا اللي كان ساعتها صغير.. وإفتكرت وشه وهو بيصرخ وبيعيط من الخنقة وإني ولأول مرة أحس إني ضعيف.. مكنتش قادر أحمي أخويا .!!
-
فاكر أوي لما كتافي الإتنين وأنا كنت لاعب كرة سلة قديم !! فاكر لما كتافي بقت مية !! مش قادر ازق أكتر من كده عشان أدافع عن أخويا وابعد عنه اللي قدامي عشان يعرف يتنفس وهو وشه عند أكواع الهمج من الجماهير اللي كان معندهمش اي احساس بأي شئ ..!! بل دول كانوا بيضحكوا وهما بيترنحوا وبيفعصوا بعض !! وأكنهم بيزغزغوا بعض ..!! ساعتها ولما لاقيت نفسي بأموت.. كل حاجة وحشة في حياتي عملتها عدت عليا.. كنت في سري بأقول لأ مش هي دي نهايتي !! لأ مش هاموت كده !! لأ مش هاقابل ربنا في طابور ماتش !! فاكر لما دخلت مكنتش مركز مع الماتش خالص.. اللي فاكره ان كان معايا أصحابي - مصطفي العربي، محمد السروجي، تامر حافظ، نبيل بسيوني - وإن النتيجة كانت 2-2 وبس ولا حاجة تانية غير كده.. لأني كنت بأراجع نفسي طول التسعين دقيقة..!! كنت ساعتها ولا حلو ولا وحش .. كنت بين البنيين .. ولا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء ..!!
لما إتكلمت مع - رانا - دلوقتي قبل دقايق من كتابتي السطور دي .. ولما قريت الإيميل اللي باعتته عرفت لما ربطت بين المرتين اللي نزلت فيهم المقابر وبين المرة اللي خوفت اعدي من جنبها !! قولتلها أنا دلوقتي بس عرفت أنا ليه مكنتش خايف زمان وليه خفت إني أمشي علي رصيف المقابر ساعتها !! دلوقتي بس عرفت !!
رانا قالت كلام كبير أوي وإنها مبسوطة إني باقول كده وإني بأحاسب نفسي وقالت كلام كبير أوي أنا مش قده.. شكرتها ودعيت ربنا إنه لا يؤاخذني علي ما يعتقده الناس في وإنه يحسن خاتمتي وقولت أكتب البوست ده أهو زي ما قال - البراء - في تدوينته " صاحبتي " إنه نوع من التطهر نوع من الإعتراف بالغلط عشان ربنا يكرم ومنرجعش ليه تاني.. قولتلها خايف ارجع تاني وانسي وأغفل.. خايف لما أشطح مرة تانية ميحصلش حاجة تاني تفوقني.. خايف أموت وأنا السكينة سرقاني ..!!